سعدان فضل الإعلان عن 25 لاعبا بدل 30 لتفادي موجة الغضب
كل المؤشرات توحي بإبعاد زماموش ومغني عن المونديال
بعد إعلانه اللاعبين الذين سيشرعون، ابتداء من يوم 13 ماي الجاري، في التحضير لمونديال جنوب إفريقيا بدءا بتربص سويسرا وانتهاء بجنوب إفريقيا، مرورا بألمانيا، يكون المدرب الوطني رابح سعدان قد تشبث بموقفه الذي أفصح عنه في العاصمة الليبية طرابلس، والقاضي باصطحاب 25 لاعبا إلى سويسرا للتحضير للموعد العالمي، على عكس أغلب المنتخبات الوطنية المشاركة في المونديال التي تحضر بمجموعة تتراوح بين 27 و30 لاعبا.
الأكيد أن ''الشيخ'' سعدان يدرك تماما الجدوى من اختيار 27 أو30 لاعبا بحكم تجربته الطويلة في عالم التدريب على المستوى العالي، إذ لا أحد ''معصوم'' من التعرض لإصابة، وبالتالي يضطر المدرب إلى المراهنة على عناصر احتياطية في نظره، لكونها استفادت من التحضير العالي لمنافسة كبيرة، لكن سعدان فكر في الحرج الذي سيقع فيه عقب مباراة إيرلندا المقررة يوم 28 ماي الجاري بدوبلن عندما يتوجب عليه الإعلان عن قائمة الـ 23 لاعبا إذا كان تحت تصرفه 30 لاعبا، وحينها سيضطر إلى إبعاد 7 لاعبين، وسعدان يدرك جيدا ماذا سينتظره من رد فعل المبعدين وموجة الغضب التي سيتعرض لها. وعليه، فقد فضل المسؤول الأول عن العارضة الفنية لـ ''الخضر'' اصطحاب 25 لاعبا، لتخفيف الضغط عنه، لأنه في هذه الحالة سيكون مدعوا لإبعاد لاعبين فقط. وما دامت القائمة تضم في صفوفها 4 حراس مرمى، والضرورة تقتضي الذهاب إلى نهائيات المونديال بثلاثة حراس فقط، وبالتالي لا يستبعد التضحية بحارس مولودية الجزائر محمد أمين زماموش، حتى وإن كان سعدان قد صنف الحارس امبولحي رابعا في الترتيب لأن استدعاء حارس سلافيا صوفيا وهاب امبولحي، في آخر لحظة، له عدة دلالات، وبالتالي لا يمكن إبعاده عقب التحضيرات فقط. وفي المقابل، سيكون ''الشيخ'' مضطرا لإبعاد واحد من خط الوسط الهجومي الذي يضم 6 عناصر إضافة إلى 4 لاعبي وسط ميدان دفاعي، وفي هذه الحالة، قد لا يقع سعدان في حرج في حال عدم تعافي مراد مغني نهائيا من إصابته، وبالتالي يكون هو المستهدف. أما في حال شفاء لاعب لازيو روما، لن يتوانى المدرب الوطني عن إبعاد جمال عبدون باعتباره لم يفرض نفسه في كأس أمم إفريقيا بأنغولا.
اكتفاء سعدان بثلاثة مهاجمين أمر منطقي
لا يمكن القول إن سعدان قد أخطأ حين وقع اختياره على ثلاثة مهاجمين فقط، وذلك لعدة اعتبارات أولها أن الجزائر لا تملك مهاجمين من الطراز الرفيع، لأن حتى الثلاثي الموجود ''صايفي، جبور وغزال'' لا يخيف المنافسين، وثانيها أن العدد الضئيل مرتبط بطريقة اللعب التي سينتهجها، والتي تعتمد على لاعب حربة واحد، ويدعمه لاعبو الوسط على الرواقين، مثلما كان عليه الحال في نهائيات كأس أمم إفريقيا بأنغولا، مما يعني أن مهاجمين اثنين من بين الثلاثة سيكونان في مقعد الاحتياط، ويلجأ سعدان إلى أحدهما في حال الضرورة والثالث قد لا تتاح له فرصة اللعب إلا في المباراة الثالثة في حال تقليص حظوظ التأهل إلى الدور الثاني. هذا، وتبقى قضية اعتذار لاعب اتحاد جدة عبد المالك زياية عن المشاركة في المونديال يكتنفها الغموض الذي لم يوضحه سعدان خلال الندوة الصحفية، لأن اللاعب سبق له أن عبر عن رغبته في أن يكون حاضرا مع ''الخضر'' في جنوب إفريقيا، وتراجعه عن الحضور لأسباب غير مقنعة، يطرح عدة تساؤلات.